كتاب بهجة الحياة البسيطة تأليف فرانسيس جاي
كتاب بهجة الحياة البسيطة تأليف فرانسيس جاي من ضمن الكتب المفيدة لقارئها، ويعتبر هدا الكتاب دليل شامل لتجارب عملية قامت بها الكاتبة فرانسيس جاي، والمعروفة بسيدة البساطة، وتتحدث بالمجمل عن كيف يمكننا العيش بأقل التكاليف والحد من الاستهلاك المتزايد مع متطلبات العصر.
فى الجزء الاول من الكتاب جاءت بالسياق النظري، واسهبت فى فلسفة البساطة وتجلياتها ثم انتقلت بنا الى العملية التبسيطية والبدء من نقطة الصفر، شرحت كيفيات تجزيء المنزل غرفة بغرفة ثم وضع الحدود سواءا بين الاشياء او الاماكن او حتى المشتريات.
وتقول فكرة الحدود انما هي تحررنا ولا تقيدنا ففكرة الحدود تحيلك الى فكرة الاختزال وهي قيمة ومبتغي البساطة، اما في الفصل الاخير من الكتاب فتطرح فكرة الخزانة الكبسولة وتموضعات الاشياء على حسب درجات التخرين اما الداخلية او الخارجية او العميقة.
وتقول ان فعل الترتيب والتخلص مما هو غير ضروري انما يجب ادراجه كاسلوب حياة وليس شيء مؤقت، وكل هده الافكار انما سعيها الاكبر هو ان تعلمنا كيف لنا ان نفكر على مستوي عالمى ببساطة لاننا نتشارك العالم فى المساحة والموارد.
فمن يضمن لنا ان العالم مستقبلا موارده ستستمر فى العطاء، وما سيحل بالاجيال القادمة فى ظل هدا الكم الهائل من الاستهلاك ،فنمط حياتنا المستهلك يؤثر على البيئة وكوننا مستهلكين يعنى موارد هدا الكوكب كل يوم فى تناقص.
اقرأ أيضاً
كتاب دكتورة هناء تأليف ريم بسيوني
كتاب بهجة الحياة البسيطة تأليف فرانسيس جاي |
ريفيو كتاب بهجة الحياة البسيطة
(اخلع نعليك ...) هي بداية احداث التغيير فلم يقلها الله لموسي عبثا، بل فعل الخلع له تأويلات عدة، تبدأ مما انت تنتعله وكيف ولماذا، ان تخلع شيء ما يعنى ان تتجرد منه، وفعل التجرد يحيلنا الى مقامات الزهد،الفقر، الرضا.
والغريب فى الامر ان هده المفاهيم الصوفية الاصيلة اصبح ينادى بها الغربيون كالحركة التقليلية، والفن الفقير ثم انتقلت المينيماليزم، واصبحت كمفهوم واسلوب معيش يدعو للبساطة والتقليل من كل شيء ،ويحضرنى هاهنا حذاء ابي رحمه الله، حذاء يحكى قصة كفاح وكدح الى آخر رمق،حذاء يتحدث على مدى زهد صاحبه،حداء يحمل بصمات المشي والتوقف واسترجاع الانفاس فى كل دقيقة وثانية.
اذا اكتفيت بحذاء واحد، فاعلم انك ستزهد فى كل مادونه، ليس هدا قول على سبيل المبالغة بل يمكن دلك ادا ما علمنا ان الحذاء يمكنه ان يكون متعدد الوضائف، واي شيء آخر يشغل حيزا يمكنه ايضا ان يكون متعدد الاستعمالات وهدا امر جوهري فى حركة التقليل من النزعة الاستهلاكية.
كما انه مثلما يمكننا ان نعرف شخص ما من حدائه يمكننا ان نعرف اهل بيت ما من باب المنزل ..المدخل،تموضعات الاحذية ،واشكالها وحتى الوانها ومدي مجاراتها للزمن.
ان الامور الصغيرة التى نستهين بها قد تؤدى بنا الى كوارث لاحصر لها، تبتدا تمظهراتها من الواقع المنزلي وتتدفق الى الواقع الاجتماعى والصحى والبيئي والاقتصادى ايضا، فمثلا لو كل اسرة تعلمت كيفيات التنظيف والترتيب وتقنين الاستهلاك، لما وجدنا الشوارع مليئة بالقمامات، حتى اصبح المشهد البيئي يبعث على الألم والاسف ،اذا لم نشعر فى قرارة ذواتنا بالامتنان والاحترام للارض الام والرحم الدى منه نحيا وفيه نكبر ....فلا يعول علينا
ان فعل التنظيف هو فعل مقدس فى كل الحضارات وكل الاديان، اذ ينعكس على القلب بصفاءه وخلوه من كل الشوائب، وكذا فعل الترتيب فهو يعمل على خلق مساحات تأملية فى العقل.
ولا اخفي ان الالتزام بهده المبادىء التقليلية امر ليس بالهين، وعن تجربة شخصية دامت تقريبا 7 اشهر اعد نفسي فيها مبتدأة فى فن التخلي، وجدت انها تستحق المتابعة والصبر فى اتخاذ اجراءات تقليلية كأن نقنن الملابس والالوان، نقلل الادوات على اختلاف استعمالتها نقلل، ايضا من ادوات الزينة التى لاتؤدى وظيفة فكل شىء وظيفي سيضفي بعدا جماليا.
واهم شيء ان نقلل من استهلاك المواد التى لاتتحل مع مرور الازمنة كالبلاستيك، ورغم اننى اصبحت اتسوق بحقيبة من القماش الخشن كى لااحمل المنتجات فى اكياس بلاستيك، الا ان التقليل منه اصبح شيء شبه مستحيل، فالمحلات تستغرب اذا رفضت وضع ما اشترته فى كيس وربما تضعه فى الكيس عنوة طبعا ذلك يكون من قبيل الذوق والاتيكيت.
فالعالم كله غرق فى كيس بلاستيكى، حتى اصبحنا فى خضم هدا الواقع الاستهلاكى المؤسف لا نعير اهتماما لمدى خطورته على البيئة و الثروة الحيوانية والاسماك فى البحار التى تختنق وتموت وتتسمم وتسممنا نحن ايضا، كله من فعل غير مسؤول كرمي كيس بلاستيكى او غيره من القمامات فى غير مكانها، رغم ان الحل بسيط الى حد ما وعن تجربتنى اتحدث انه يمكننا ان نقوم باعادة تدوير النفايات المنزلية وجعلها كومبوست عضوى يمكن الاستفادة منه فى الزراعة وماشابه.
معلومات عن كتاب بهجة الحياة البسيطة
- اسم الكتاب: بهجة الحياة البسيطة
- اسم المؤلف: فرانسيس جاي
- تصنيف الكتاب: كتب مترجمة
- عدد الصفحات: 296 صفحة
- دار النشر: دار الكرمة للنشر
0 تعليقات