رواية قواعد العشق الأربعون تأليف إليف شافاق

رواية قواعد العشق الأربعون تأليف إليف شافاق 



موعدنا اليوم مع رواية قواعد العشق الأربعون تأليف إليف شافاق دائماً كنت أقول لنفسي كيف أُعرف العشق وفق تصورات الحروف الصوفية، فالحروف حسب مواضعها لها معاني مبطنة حسب إعتقادات المتصوفة، فإذا بي أقول بأن العشق، العين فيه ترمز للعيش والشين فيه ترمز للشعور والقاف فيه ترمز للقوة، أي أن العشق هو عيش شعور قوي.


وإذا بي اتأمل في إذا كان هذا الشعور هو الذي يقوينا، أو إنه هو الذي يفرض قوته علينا، أو إنه عندما يرد حياتنا يبدأ بقوة ومن ثم يهدأ كالنار قوية في أول إشتعالها وضعيفة في آخرها، ويبدو لي أن هذه القوة لا يمكن أن نداريها فكل مسعى منا لإخفاء وجودها يولعها أكثر، وهذا الشعور لم يغب يوما أو حتى دقيقة عن ساحة التفسيرات، ولكنه كان أكثر الكلمات عصيانا عليها، وكأن هذا الشعور ومن عايشوه هم في حالة تمرد على توضيح الأسباب.


فشعورهم هذا كثيرا ما يغطي على رغبتهم في معرفة ما يحصل معهم،أما فيما يتعلق بالعيش فغالبا ما يقول العشاق بأنهم في باحة فسيحة تركض فيها كل أمانيهم بكل حرية، فلا رادع ولا مانع لها، هم يتمنون كل ما يريدونه، وهم يرون بأن الحواجز غير موجودة وبأن كل الطرق مفتوحة، إنهم في رحلة بحث عن الحقيقة، تلك الحقيقة التي يسمونها العشق أو الحب!


رواية قواعد العشق الأربعون تأليف إليف شافاق
رواية قواعد العشق الأربعون تأليف إليف شافاق


محتوى رواية قواعد العشق الأربعون


أما بخصوص جلال الدين الرومي و شمس التبريزي، فالكتاب إتبع في قصه لحكايتهما وحكاية كل مريد وكل عدو مر بهما وفق نسق صوفي، فالجزء الأول حمل عنوان الأرض، الجزء الثاني سمي بالماء، والجزء الثالث عنوانه الريح، والجزء الرابع النار، والجزء الأخير وهو الخامس هو العدم، وعناصر الأرض و الماء و الريح و النار و العدم هي من ضمن المكونات الرئيسة في مراحل الحياة في الفكر الصوفي، وهي تتبع بعضها في حركة دورانية عجيبة لتكون البدايات محل النهايات والعكس.


الجزء الأول

نستمع لقصة مفسر الأحلام الصغير شمس التبريزي، إنه ذلك الصغير الذي أخافت أحلامه أهله ومن أحاطوا فسماها بالرؤى، وإنشغل بالتجوال وتفسير أحلام الآخرين، إنه ذلك الصوفي الذي يدخل الحانات وهو سائر في رحلته، هو كان يريد أن يلتقي بمن يخط قواعد العشق معه وكأن كل منهما يكمل حرفا أو حتى سطرا عن الآخر، ورؤيته ساقته للسفر والتجوال، وفي جولاته لفت أنظار من إلتقوا به ومن ضمنهم الدراويش والقاضي، وهنا بدأت المناظرات الروحية والوجودية بين التبريزي ومن مروا بدربه وأولهم كان القاضي.

وكان دأب التبريزي هو الإنتصار فيها بما ينطق به من شرح قصصي وتصويري وتمثيلي في كل مناظرة، وأيضا سنصغي بين الحين والآخر لقاعدة من قواعد العشق عنده، فإذا برسالة من السيد سعيد برهان الدين، فيها وصف لشخص يدعى جلال الدين الرومي وهو عالم جليل وتربى على يد أبيه الذي كان معروفا بتدينه وسعة علمه، والتبريزي رأى في الرومي "الرفيق" المنتظر متبعا إحساسه وبديهته الروحية، ولم تستقر روح التبريزي حتى كتب بابا زمان رسالة ترشيحه لمرافقة الرومي وكان قلقا من مجرد إحتمالية عدم إختياره للرحلة.


الجزء الثاني

يخبرنا الرومي عن حلمه الذي تكرر خلال أربعين ليلة،وهو كان آنذاك قد قارب سن الأربعين، أي إقترب من الحكمة ومن التأمل في الأسباب، إنه الرومي الذي إمتلك المكانة العلمية الكبيرة وإرثا عائليا هاما نظرا لمنزلة والده، وهو من ساهم في تعليم الكثيرين من تلاميذه ولديه عدد كبير من المريدين بالإضافة إلى حب العامة له، وعندما توفيت زوجته الأولى رزقه الله بزوجة أخرى آزرته وساندته، وأيضا كان لديه من الأبناء الذكور إثنين هما: سلطان ولد وعلاء الدين، وكانا كالشمس والقمر في إختلافهما، وطفلة صغيرة تبناها لجمال فطرتها وذكاء روحها.


وهنا سنلحظ كيف كانت بوادر لقاء الرومي بالتبريزي، وأيضا كيفية لقاء التبريزي بعدد من مريديه الذين إلتقى بهم في أمكنة غريبة بالنسبة لرجل روحاني، فلدينا حسن المتسول وما به من فقر في المادة وعوز في روحه للراحة ، ولدينا سليمان السكران الذي كان في حانة لامه على وجوده فيها كمسلم صاحبها ومع ذلك كان يستمر في إتباع الكأس بالكأس متكلا على كلمات الخيام، و وردة الصحراء التي كانت تعمل في مهنة لا ترتضيها وهي متنكرة في المسجد بملابس رجل لتستمع للرومي، ومع إستمرار الحكاية سيهدي التبريزي هؤلا هدايا تبدو كعطايا نفعية ومادية ولكنها سدت حاجة روحية لكل شخص منهم كالستر والطمأنينة والنقاء.


الجزء الثالث

يرد لنا مقطع مهم وهو لشخص معادي للقالب الصوفي في التدين، وهو عرض في كلامه الكثير من التهديدات، ومن بعد ذلك يأخذنا التبريزي في تأملاته في أحوال من سيكونون من مريديه ويبحر في التفكر في كيفية وصولهم للنجاة الروحية، وهو في خضم كل ذلك حدث أهم لقاء في حياته وحياة الرومي، وأيضا الدروايش.


فإلتقى بالرومي وكان حوارهما الأول فلسفيا وتساؤليا وإنتهى بإحترام جم تمت معانبة الرومي عليه حتى من قبل أحد أبناءه وصحبته مودة ستحظى بعتب أكبر، فاللقاء ترتبت عليه صحبة بين الرومي والتبريزي وعزلة من الإسهاب في التفكير شملتهما وحدهما لمدة أربعين ليلة، وكان الإتفاق النهائي فيها هو كتابة قواعد العشق الأربعون معا، وفي تلك الفترة أخذ الرومي يبتعد عن عائلته والمقربين منه وأتباعه فصب إهتمامه على ملازمة التبريزي، وهذا الشح في القرب أزعج عائلة الرومي ومنهم زوجته وإبنيه وإبنته المتبناة كيميا.


ويبدو لنا أن وجود الزائر الغريب جعل كل فرد من العائلة يتذكر الرومي الذي يعرفه و يستدعي لحظات التعرف إليه وأيضا يسرد لنا نبذة عن نفسه وتوقه وولعه، فنرى سلطان ولد ورغبته في أن يكمل مسيرة والده، ونلحظ علاء الدين و حبه للوجاهة الإجتماعية وشغفه بكيميا، ونبصر كيرا زوجة الرومي التي تحن لمآثر العذراء مريم وملامحها في حياتها،فكيرا كانت من الملة النصرانية قبل زواجها بالرومي، وحصل أن تلقى هجوما على إرتباطه بها ولكنه كان مثالا للتسامح بين كل الأديان و كل الناس بغض النظر عن التقسيمات الطائفية.


وفي أوج كل تلك النظرات للدرويش الزائر، سنستمع لخطرات شخص يدعى بيبرس حول المتصوفة ومن خالفوه التفكير، وهي خطرات تحتوي على هيجان إنتقام مقبل، ولكن كان كل من الرومي والتبريزي في أجواء روحانية قاما فيها بإعداد رقصة الدراويش المشهورة، وهمس من قبل التبريزي للرومي بأنه مقبل على مرحلة شعرية من حياته.


وتغيرت الأوضاع بين التبريزي وأفراد عائلة الرومي، فكيميا تحول فضولها إلى عشق للتبريزي، وتقبل سلطان ولد وجوده كداعم لوالده، وحتى كيرا حاورها فنوعا ما تغيرت الزاوية التي كانت تنظر منها إليه،ولم يتبق سوى علاء الدين الذي كان مسهبا في عناده وقلقه من ضياع مكانة أبيه بين الناس.


وقبل نهاية هذا الجزء قام التبريزي بإختبار روحاني للرومي، فطلب منه أن يتوجه للحانة وأن يمكث فيها لبعض الوقت وأن يحضر لهما خمرا، وقام الرومي بذلك بالرغم من الإنتقادات التي وجهت إليه ونجح في كسب ثقة التبريزي الذي كان له هدف معين من هذه التجربة، هو أراد أن ينكسر أي غرور يكمن في نفس الرومي وتحققت له غايته.


الجزء الرابع  

يبرز أمامنا مشهد سجال آخاذ بين التربريزي و أكثر الناس عداوة له وهو الشيخ ياسين، وهذا المشهد يبين ليس فقط الصراع الفكري بين التيارات الدينية المختلفة بل وأيضا الصراع القائم في طريقة عرض كل صاحب فكر لفكره، وهو صراع محتدم حتى في أوقاتنا الحالية وبعض المصطلحات وأساليب الإستعراضات المفتعلة ما زالت موجودة للآن.


ومع كل هذه الأحداث تضاعف كره علاء الدين وبيبرس للتبريزي، في فترة إنشغل فيها التبريزي و الرومي برقصة "سما" والتعويل الكبير على نجاحها، وهذه الخطوات الراقصة ضايقت الحاكم الذي أبدى سخطه وأيضا المبغضين للتبريزي وبعض المحبين للرومي ومنهم علاء الدين.


الجزء الخامس  

كان الرحيل الأول للتبريزي ومفارقته للرومي، وكذلك الأبيات البكرية للرومي، فتوجه علاء الدين لإعادة التبريزي للمنزل ولحياة والده، وعاد التبريزي ليجد في إنتظاره صديقه الرومي وأيضا زوجته المستقبلية كيميا وليجمعه حوار قابلية تصالح الأديان السماوية مع كيرا، وهو حوار عفوي تم في المطبخ و كوني لإنه ناقش وحدة الكون،ومن ثم نلمح العريس شمس التبريزي وبداية زفاف الوجع الكامل إلى قلب الصغيرة كيميا، ولم يكن هذا الوجع الوحيد فأنفاس الموت فاقت من سباتها وطاب لها أن تحط في أرواح أبطال في الرواية، و الموت أو العدم كان فيه رقة حضور ودمعة مودة حارقة ساقطة!


وفي الكتاب، وبالرغم من إنكار لسان التبريزي لما تروج له أفواه عديدة عن الصوفية بإنها مذهب السحر والطلاسم وغيرها من الأمور الغير مقبولة من الجماهير، ولكن كانت هناك قراءة للطالع كما حدث عندما قرأ التبريزي كف صاحب الحانة وإستباقه في معرفة الأحداث قبل حصولها وهي من المآخذ التي يجدها البعض في المذهب الصوفي، وأيضا تحميل الأرقام والحروف مضامين كبيرة للغاية، فمثلا كان تركيز ملحوظ على الرقم أربعون مع تطعيمه بمضامين دينية وإشارات مرتبطة بالسن الذي تلقى فيه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم– مهمة نشره دعوته وذكر آية


"وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" (سورة الاحقاف - الاية 15 )


كدليل دامغ، وكل هذا قد يبدو عاديا، ولكن ما قد يثير حفيظة البعض هو الكثير من التساؤلات التي تم طرحها في مجادلات الرواية، وهي موضع شد وجذب في عصر الرومي و التبريزي وحتى الآن، وهذا بالنسبة للجزئية الفكرية والدينية في الكتاب، أما فيما يتعلق بالنص الروائي فهو مليء بالتعابير الساحرة المتسربة من زمن مضى إلى عصر تتشابه فيه الأوقات واللحظات، هذا التسرب الساحر سهل دخول العشق للقراء، وغمر كل حرف من حروفه بخاطرة تؤمن بأن كل قلب يستحق أن يُحب وأن يُحَب.


فهنالك قلوب لا تحتاج إلى التجوال لتلتقي بحبها، وهناك قلوب تترك أبوابها مواربة ليزورها الحب، وبعض القلوب تكتفي بنوع عشق أو حب واحد، وبعضها فسيحة في ترحيبها فتمد نبضاتها للجميع،وبعض القلوب مجبولة على الإشتياق وترضى بجفاء الحبيب، وبعضها تسافر وهي لا تغادر مكانها بتغييرها لما هو كامن فيها،وبعضها يهوى أن يحكى كقصة أو يتم إنشاده كقصيدة،ومنها قلوب تسجد وتركع وتسبح وتناجي من صورها في حالة إذعان ورضوخ وإستسلام من التأمل الموقن....


(قواعد العشق الأربعون رواية عن جلال الدين الرومي) للأديبة إليف شافاق، فيها يتبع الكون دقة قلب إمرأة لينتظم، ولهفة أمنية طفل ليبتسم، وحكمة قالها رجل عابر في لحظة ألم ليعتبر، وجرة سبحة عابد خاف أن يقصر في إستغفاره ليتعظ!


ريفيو رواية قواعد العشق الأربعون


ما قلته أعلاه هو مرتبط بكتاب (قواعد العشق الأربعون: رواية عن جلال الدين الرومي) للأديبة إليف شافاق، فهذا الكتاب وإن كتب في صيغة روائية وخيالية أنيقة ولكنه أيضا معتق بأعباق بخور صوفي هائم في حكمته، فمع أسطر الولع والغرام وإنتظار الحبيب سنلمح كذلك أسطر مودة ومحبة للبشرية والكون وخالق البشرية والكون، وسطور الرواية إتبعت هذا النمط البوحي ولعل الكاتبة إختارت هذا النمط لتجمع عالم القلب وعالم الروح معا.


وهي بذلك تدفعنا للتساؤل إذا كان يجمعهما الرحم نفسه وربما لحظات الولادة نفسها ولكن ما فصل التوأمة هو تمادي الإنسان في غربته عن نفسه، فجميع شخوص الرواية من صغيرها وكبيرها ونسائها ورجالها في رحلة إكتشاف، وبعض رموز الشخصيات هي حقيقية ومنها جلال الدين الرومي وشمس التبريزي، وبعضها جاءت من تصاريف الحياة ولكن بتصرف قلم الكاتبة ومنها عزيز وإيلا.


وهنا يصدح التمازج اللوني في اللغة وفي القلوب وفي الأرواح أيضا، فالرؤى تجاوزت حدود الشرق والغرب، وطافت فوق مسميات الأديان السماوية منها والغير سماوية، فمع أبطال الزمن المتلاشي سنرى نظائر لهم في الزمن المعاصر، فعزيز الإسكتلندي المجدد لنفسه والساعي للترحال دوما ومن قام بتسطير رواية "الكفر الحلو" نظيره شمس التبريزي، وشمس التبريزي هو الصوفي الرحال والراغب في كتابة قواعده ليطالعها الناس، 


وإيلا التي تظهر لنا كربة منزل أمريكية تقليدية والمستسلمة لواقعها هي نظير لجلال الدين الرومي،فكليهما سيمران بنقلة نوعية في حياتيهما لتعرفهما على رفيق درب كل منهما والذي جهلا وجوده في أول الأمر، فإيلا عرفت حباً عاصفا هز حياتها فلم تعد كما كانت وهو حبها لعزيز، أما جلال الدين الرومي فهو عثر على من شجعه على نظم الشعر و على التأمل في ذاته أكثر وكان هذا الصديق والأخ هو شمس التبريزي،فعالم الدين جلال الدين الرومي و من بعد سنوات من تكريس وقته للعلم والإجتهاد الديني إلتقى بمن ساهم في جعله رمزا عالميا للعشق الإلهي!


وكعادة الكتب التراثية وإن لم يكن هذا الكتب قد خط في زمن قديم ولكن جزء منه منغمس في القدم، سنقرأ مع أبطال الحكايا رسائل وفيرة، رسائل تصف صدفة إجتماعهم ، رسائل تعدد لنا كيفية إختلافهم وكذلك تشابههم، رسائل لم تهتم ببعد المسافات ولا الحدود البرية و المائية، رسائل تزداد طولا وسردا وأيضا جمالا مع إستشراء العشق.


فنجد الرسائل الإلكترونية المتبادلة بين إيلا وعزيز وهي تمدد علاقتهما وتقربهما من بعضهما أكثر، هذا حدث مع إن إيلا كانت في الولايات المتحدة وعزيز كان في رحلاته، وكانت طبيعة الرسائل الأولى ترحيبية حاملة الرغبة في معرفة الآخر بالشكل التقليدي ، وإن كانت تهنئة عزيز لها بإكمالها الأربعين عاما من حياتها كانت تشجيعية وغير عادية، فالأربعين كسن وكرقم لدى المتصوفة لها خصوصية كبيرة.


أما الرسائل التالية فجاءت لتفصح عن غرام ساكن وعن إيلا مختلفة تود أن تعيش حياتها بحرية ومع حبها عزيز، وفي أحد الأيام أخبرته بأنها كانت مكلفة بقراءة ونقد روايته وبأنه ذكرها بأحد أبطالها وهو شمس التبريزي، وكانت تقصد ليس الشكل فحسب بل وأيضا الروح ونهج الحياة، فكتب لها عزيز ثلاث رسائل هامة جدا يعرف بها عن ذاته وعن رحلته المعرفية وعن إسلامه وعن فهمه لكلمة "صوفي".


فقسم رسائله حسب كل حرف من الكلمة، فأخبرها عن حبيبته التي فارقت الحياة وعن الخواء الروحي الذي عاشه والضياع الوجودي الذي ذاقه، ولكنه لم يكتب لها الرسالة الرابعة، فالأقدار شاءت أن ينطقها أمامها في اللقاء الذي جمع بينهما من بعد إعلان إيلا عن رغبتها في الحصول على الطلاق من زوجها ديفيد و في الرحيل معه إلى إمستردام، ورسالته التي تحمل توقيع حرف الياء و التي تكمل كلمة صوفي، ذكرته بأن للقدر ترتيبات ليست عشوائية، فكل صدفة في الواقع هي لقاء مرتب وإن كنا جاهلين بأسبابه في لحظتها وقد نظل في حالة الجهل تلك حتى فيما بعد، هو خيرها بين البقاء معه مع علمها بمرضه وبين العودة إلى حياتها السابقة! هي إطلعت على رسالة قطعت شرايين قلبها فصب آهات حانية!


معلومات عن رواية قواعد العشق الأربعون

  1. اسم الرواية: قواعد العشق الأربعون
  2. اسم المؤلف: إليف شافاق
  3. عدد الصفحات: 512 صفحة
  4. تصنيف الرواية: روايات رومانسية



تنويه هام

مراجعتي لرواية قواعد العشق الأربعون للكاتبة إليف شافاق تعبر عن وجهة نظري الشخصية فلا تحكم على الرواية من خلالها، فما يعجبك قد لا يعجبني والعكس، والآراء مختلفة، وفي النهاية اتمنى لكم قراءة ممتعة ♥

إرسال تعليق

0 تعليقات